رحلة كريم: من شوارع القرية إلى قمم المجد
البداية: ولد كريم في قرية "منشية رضوان" الصغيرة، التي تقع على أطراف مدينة Kafr El-Sheikh المصرية. كانت عائلته فقيرة، لكنها غنية بحبها وترابطها. كان كريم هو الابن الأكبر لخمسة أطفال، وكان منذ صغره يتمتع بحيوية ونشاط لا ينقطعان. لم يكن لدى كريم أي ألعاب أو مشاغل سوى كرة القدم. كانت رفاقته الدائمة هي كرة قدم رثة، رقعها مراراً وتكراراً بعد كل مرة تنشق فيها. كان يتنقل بها في شوارع القرية الترابية حافي القدمين، يسددها بمهارة لافتة للنظر، ويتخيل نفسه نجماً يسجل هدفاً تلو الآخر في ملاعب ضخمة، وسط هتافات الجماهير. كان كريم محظوظاً بوجود أب يؤمن بموهبته ويدعم شغفه. فمع قلة الإمكانيات، حرص والده على اصطحابه كل يوم بعد المدرسة إلى "ملعب" مهجور على أطراف القرية. كان ذلك الملعب عبارة عن مساحة واسعة من الأرض غير المستوية، مليئة بالحفر والحصى، لكنه كان بالنسبة لكريم بمثابة ملعب "سانتياغو برنابيو". كان كريم يتدرب لساعات طويلة في ذلك الملعب، يتحدى صعوبة الأرض وشمسها الحارقة. كان يتدرب على التسديد والمراوغة والتمرير، مستعيناً بأحجار صغيرة كعلامات على المرمى. لم يمن...