رحلة كريم: من شوارع القرية إلى قمم المجد
البداية:
ولد كريم في قرية "منشية رضوان" الصغيرة، التي تقع على أطراف مدينة Kafr El-Sheikh المصرية. كانت عائلته فقيرة، لكنها غنية بحبها وترابطها. كان كريم هو الابن الأكبر لخمسة أطفال، وكان منذ صغره يتمتع بحيوية ونشاط لا ينقطعان.
لم يكن لدى كريم أي ألعاب أو مشاغل سوى كرة القدم. كانت رفاقته الدائمة هي كرة قدم رثة، رقعها مراراً وتكراراً بعد كل مرة تنشق فيها. كان يتنقل بها في شوارع القرية الترابية حافي القدمين، يسددها بمهارة لافتة للنظر، ويتخيل نفسه نجماً يسجل هدفاً تلو الآخر في ملاعب ضخمة، وسط هتافات الجماهير.
كان كريم محظوظاً بوجود أب يؤمن بموهبته ويدعم شغفه. فمع قلة الإمكانيات، حرص والده على اصطحابه كل يوم بعد المدرسة إلى "ملعب" مهجور على أطراف القرية. كان ذلك الملعب عبارة عن مساحة واسعة من الأرض غير المستوية، مليئة بالحفر والحصى، لكنه كان بالنسبة لكريم بمثابة ملعب "سانتياغو برنابيو".
كان كريم يتدرب لساعات طويلة في ذلك الملعب، يتحدى صعوبة الأرض وشمسها الحارقة. كان يتدرب على التسديد والمراوغة والتمرير، مستعيناً بأحجار صغيرة كعلامات على المرمى. لم يمنعه قلة المال من شراء حذاء رياضي من شأنه أن يحمي قدميه من الحصى، لكنه لم يشعر يوماً بالحاجة إليه. فقد كانت إرادته وعشقه لكرة القدم أقوى من أي ألم أو إرهاق.
موهبة لامعة:
مع مرور الوقت، بدأت موهبة كريم الاستثنائية تظهر جلية للجميع. لفت مهاراته في التحكم بالكرة وتسديدها أنظار شباب القرية، الذين سرعان ما ضموه إلى فريقهم المحلي.
لم يمضِ وقت طويل حتى أصبح كريم نجم الفريق بلا منازع. قاد فريقه للفوز بالعديد من البطولات المحلية، وأصبح اسمه يتردد على ألسنة الجميع في القرية والمناطق المجاورة. لم تكن شهرته محصورة بمهاراته الكروية فقط، بل كان يُعرف أيضاً بأخلاقه الحميدة وتواضعه الجم.
فرصة العمر:
ذات يوم، حضر مدرب فريق "كفر الشيخ" لكرة القدم لمشاهدة مباراة ودية بين فريق كريم وفريق من قرية مجاورة. لم يكن المدرب يتوقع أن يرى موهبة مثل كريم في قرية صغيرة نائية.
تألق كريم في تلك المباراة، وسجل هدفين رائعين حسمَا نتيجة المباراة لصالح فريقه. بعد نهاية المباراة، اقترب المدرب من كريم وعرض عليه الانضمام إلى أكاديمية كرة القدم التابعة للنادي. شعر كريم وكأن الأرض تدور من تحته، فقد كانت هذه هي الفرصة التي لطالما حلم بها.
رحلة جديدة وتحديات جديدة:
ودّع كريم قريته وعائلته، حاملاً معه أحلامه وآمالهم. انتقل إلى مدينة Kafr El-Sheikh ليعيش في سكن داخلي مع بقية طلاب أكاديمية كرة القدم. كانت الحياة في المدينة مختلفة تماماً عن الحياة في القرية، لكن كريم كان مصمماً على النجاح.
واجه كريم في الأكاديمية تحديات جديدة لم يعتد عليها. كان عليه التأقلم مع بيئة جديدة، وزملاء جدد، ونظام تدريبي مكثف. شعر في البداية بالغربة والوحدة، لكنه سرعان ما كوّن صداقات جديدة مع بعض زملائه.
واجه كريم أيضاً بعض المضايقات من بعض زملائه بسبب خلفيته البسيطة. كانوا يسخرون من ملابسه القديمة، ويقللون من شأنه باعتباره "ابن قرية". لكن كريم لم يستسلم لهذه المضايقات، بل زادته إصراراً وعزيمة.
مثابرة وإصرار:
كان كريم يدرك جيداً أن عليه بذل المزيد من الجهد للوصول إلى هدفه. تدرب بجد واجتهاد، وتعلم كل ما يتعلق بكرة القدم، وطور مهاراته بشكلٍ ملحوظ. سرعان ما أصبح من أفضل اللاعبين في

تعليقات
إرسال تعليق